المقالات

محمد: نبي الرحمة والإنسانية

رئيس التحرير
محمد فاضل الخفاجي :-
يُعَدّ النبي محمد (صل الله عليه وآله وسلم ) شخصية فريدة في التاريخ، ليس فقط لكونه مؤسس دين عظيم (الإسلام)، بل لكونه تجسيداً حياً للرحمة والإنسانية في أسمى معانيها. فلم تكن رسالته مقتصرة على الدعوة إلى التوحيد فحسب، بل كانت دعوة شاملة لإصلاح النفس والمجتمع، قائمة على مبادئ الرحمة، والعدل، والتعايش، واحترام كرامة الإنسان.

لقد تجلت رحمته في كل جوانب حياته، من تعامله مع أهله وأصحابه، إلى خصومه وأعدائه. فمع الأطفال، كان يمازحهم ويُظهر لهم المودة، ويُجلسهم في حجره، ويُقبّلهم، ويُسائل عن أحوالهم، خير مثال الإمام (الحسن، والحسين) حينما كانا صغار. ومع النساء، رفع من شأنهن وأعاد لهن كرامتهن وحقوقهن، في زمن كان يُنظر إليهن فيه بدونية. ومع الخدم والعمال، كان يُعاملهم بلطف ويُوصي بالرفق بهم، ويُذكّر المؤمنين بضرورة إعطائهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم.

ولم تقتصر رحمته على الإنسان فقط، بل امتدت لتشمل سائر المخلوقات. فقد نهى عن تعذيب الحيوانات، وأمر بالرفق بها، وعلّم المؤمنين أن في إطعام الحيوانات وسقايتها أجراً عظيماً. كما أكد على أهمية الحفاظ على البيئة، ونهى عن قطع الأشجار وتخريب الزرع.

وفي مواجهة الظلم والاضطهاد، لم يلجأ إلى الانتقام أو الكراهية. فعندما دخل مكة فاتحاً بعد سنوات من الأذى والعداء، أعلن العفو العام عن جميع من أساء إليه، قائلًا لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. لقد كان هذا الموقف تجسيداً عظيماً لقوة الرحمة وتفوقها على الانتقام، ومثالًا يُحتذى به في التسامح والصفح.

ختاماً نقول : كانت حياة النبي محمد (صل الله عليه وآله سلم) مثالًا حياً للرحمة التي لا تعرف الحدود، والإنسانية التي تُعلي من شأن الفرد والمجتمع. ورسالته لم تكن مجرد نصوص تُتلى، بل كانت منهاج حياة يقوم على الأخلاق الفاضلة، والتعايش السلمي، وخدمة الإنسانية جمعاء.

ظهرت المقالة محمد: نبي الرحمة والإنسانية أولاً على ارض اشور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى