الدكتور خير الله بطرس فرج.. رمز من رموز الطب العراقي في جراحة العظام والكسور في مدينة العمارة.
الدكتور خير الله بطرس فرج.. رمز من رموز الطب العراقي في جراحة العظام والكسور في مدينة العمارة.
……………………………………………………
في سجل الطب العراقي الحافل بالإنجازات، تتلألأ أسماء خالدة حملت على عاتقها رسالة الشفاء والعلم والإيثار، فكانت قدوة للأجيال ومصدر فخرٍ للوطن. ومن بين هذه الأسماء المضيئة يبرز اسم الدكتور خير الله بطرس فرج، الطبيب الإنساني والعالم الجليل الذي أسهم بعطائه الثرّ في ترسيخ أسس جراحة العظام والكسور في العراق، جامعًا بين العلم الرفيع والخلق النبيل والالتزام الإنساني الراقي، ولا سيّما في مدينة العمارة التي كانت شاهدةً على عطائه وتميّزه.
وُلد الدكتور خير الله بطرس فرج في مدينة الموصل سنة 1933، وفيها تفتحت مداركه الأولى على حب العلم والتفوق. أكمل دراسته الطبية في كلية الطب الملكية العراقية، وتخرج منها عام 1958، في مرحلة كان فيها عميد الكلية الأستاذ المرحوم الدكتور علي البير، أحد رواد الطب العراقي في جراحة المسالك البولية. وقد كان لهذا اللقاء العلمي الأثر الكبير في صقل شخصية الدكتور خير الله المهنية والإنسانية.
بعد تخرجه، حصل على إجازة الممارسة الطبية الرسمية عام 1958، ليبدأ مسيرته المهنية في بغداد العواصية حيث تخصص في جراحة العظام والكسور، نائلًا شهادة الاختصاص في هذا المجال سنة 1961. وقد تميز بجهوده العلمية الواسعة ومهارته الجراحية العالية التي أهلته لأن يكون من أبرز أطباء هذا التخصص في العراق.
عمل الدكتور خير الله في المستشفيات والعيادات الحكومية والمستوصفات المركزية، وساهم في التعليم الطبي وتدريب الأطباء الشباب، ناقلًا إليهم خبرته ومعارفه التي صقلتها التجربة والالتزام العلمي. وفي عام 1959 انتقل إلى مدينة العمارة حيث استقر فيها، وكان له فيها دور محوري في تطوير الخدمات الطبية والجراحية.
وقد افتتح عيادته الخاصة في مدينة العمارة بشارع المعارف، إلى جانب عيادة الدكتورة جليلة أبو الصوف، لتصبح تلك المنطقة مقصدًا للأطباء الماهرين ووجهةً للمرضى الباحثين عن الخبرة والرحمة في آنٍ واحد.
لم يكن عمله مقتصرًا على الجانب المهني فحسب، بل امتد إلى العمل التطوعي الإنساني، إذ شارك في إسعاف ومعالجة جرحى الجيش العراقي خلال الحرب العراقية–الإيرانية، عاملاً في مستشفى الرشيد العسكري حتى عام 1987، ثم تفرغ بعد ذلك لإدارة عيادته الخاصة.
انتمى الدكتور خير الله إلى جمعية الأطباء العراقية وجمعية الجراحين وجمعية جراحة العظام ، وشارك في العديد من الجمعيات العلمية والمهنية، محافظًا على نشاطه الأكاديمي والنقابي حتى عام 1994، ليبقى اسمه علامة مضيئة في ذاكرة الطب العراقي الحديث، وخصوصًا في مدينة العمارة التي احتضنته طبيبًا وإنسانًا.
إن سيرة الدكتور خير الله بطرس فرج ليست مجرد تاريخ مهني لطبيبٍ بارع، بل هي قصة عطاءٍ متواصل، وإنسانيةٍ نادرة، وإخلاصٍ للوطن والإنسان. ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة زملائه وطلابه ومرضاه، وظل مثالًا للطبيب الذي جمع بين التفوق العلمي والخلق الرفيع. ستبقى سيرته نبراسًا للأجيال القادمة، وشهادةً على أن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة.
ظهرت المقالة الدكتور خير الله بطرس فرج.. رمز من رموز الطب العراقي في جراحة العظام والكسور في مدينة العمارة. أولاً على وكالة الراصد نيوز24.




