الدكتورة سلمى دگلة.. مسيرة إنسانية حفرت أثرها في ذاكرة ميسان.
24..متابعة
في قلب الجنوب، حيث يمتزج نهر دجلة بعذوبة أرواح أهله، ولدت الدكتورة سلمى دگلة في مدينة العمارة، المدينة التي عُرفت بعطائها العلمي والثقافي والإنساني. ومن بين أبنائها الذين تركوا بصمة في ميدان الخدمة العامة، برز اسمها كواحدة من أوائل الطبيبات اللواتي حملن رسالة الرحمة والعلم في وقت كانت فيه مهنة الطب تحدياً وشرفاً معاً.
تخرجت الدكتورة سلمى في كلية طب الأسنان – جامعة بغداد عام 1969، حاملةً معها شغف العلم وحلم المساهمة في بناء مجتمع صحي متكامل. وما إن وضعت خطوتها الأولى في ميدان العمل حتى توجهت في العام 1970 إلى قرى وأرياف ناحية الكحلاء، لتكون بين أبناء الريف الذين كانوا بأمسّ الحاجة إلى الرعاية الطبية. هناك، لم تكن مجرد طبيبة تؤدي واجبها، بل كانت إنسانة تداوي الألم وتزرع الأمل في نفوس البسطاء، تشاركهم معاناتهم وتخفف عنهم وطأة الفقر والمرض.
واصلت الدكتورة سلمى مشوارها المهني في مدن الجنوب، متنقلةً بين المراكز الصحية والمستشفيات في العمارة، حيث كرّست خبرتها وجهدها لخدمة أهلها طيلة عقدين من الزمن. وفي كل محطة من مسيرتها، كانت مثالاً للطبيبة المخلصة التي تجمع بين الكفاءة العلمية والأخلاق الرفيعة، ما جعلها موضع احترام وتقدير زملائها ومرضاها على حد سواء.
وفي عام 1991، انتقلت إلى بغداد لتواصل العطاء في المركز الصحي سومر، حاملةً معها روح الجنوب وإرث الخدمة الإنسانية الذي لم يفارقها يوماً. هناك، استمرت في أداء رسالتها الطبية بضمير حي وإخلاص نادر، لتختم مسيرتها العملية بنجاح مشرف وتاريخ مهني يزهو بالعطاء والتفاني.
إن سيرة الدكتورة سلمى دگلة ليست مجرد قصة طبيبة مارست مهنتها بإتقان، بل هي حكاية امرأة عراقية جمعت بين العلم والرحمة، بين الواجب والإيمان بالإنسان. في زمنٍ كان الطريق فيه مليئاً بالعقبات، اختارت أن تكون شعلة مضيئة في دروب الألم، فغدت رمزاً من رموز ميسان في الخدمة الصحية والإنسانية. وسيبقى اسمها محفوراً في ذاكرة من عرفوها، شاهدًا على أن العمل المخلص لا يزول أثره مهما مرّت السنين….
ظهرت المقالة الدكتورة سلمى دگلة.. مسيرة إنسانية حفرت أثرها في ذاكرة ميسان. أولاً على وكالة الراصد نيوز24.




